أحمد لعيوني
شيدت القصبة خلال ستينيات القرن التاسع عشر من طرف القايد الشرقي بن محمد الحمداوي؛ وتسلم أمرها من بعده القايد محمد بن أحمد الذي تقلد زمام قيادة قبائل أمزاب سنة 1882 ؛ خلال حكم السلطان الحسن الأول، إلى أن تم عزله ونفيه إلى مراكش ثم إلى نواحي العرائش سنة 1897؛ وذلك لشنآن وقع بينه وبين المخزن المركزي والمتمثل آنذاك في الحاجب السلطاني والصدر الأعظم في نفس الوقت ؛ أحمد بن موسى الشرقي البخاري و المعروف ب" با أحماد" والوصي عن السلطان الشاب المولى عبد العزيز؛ وترجع بعض الروايات هذا العقاب الذي مني به " سيد " القصبة والتي ما تزال تحمل اسمه إلى امتناعه عن دفع المال الذي أرسل الحاجب في استخلاصه كما كان الأمر معمول به مع جميع قياد الإيالة وربما كان ما طلب منه يفوق ما بحوزته ؛ وربما يكون هو من تمرد ورفض القيام بما كانت تفرضه ألأعراف و التقاليد المخزنية في ذلك الزمن؛ وحبه للإستحواذ بالمال لوحده واكتنازه؛ أو كون المخزن توصل بوشايات ممن يكنون له العداء أويتنافسون معه للظفر بقيادة وحكم قبائل أمزاب.
وبعد هذه النهاية المفجعة ل"مول" القصبة؛ تمكن أحد أبناء عمومته من تسلم قيادة قبائل أمزاب بمباركة من شريف الزاوية الشرقاوية والذي يقال أنه توسط له لدى الرجل القوي في القصر " الحاجب أبا أحماد" ؛ إنه سي العربي بن الشرقي الحمداوي.
وقام القايد العربي بن الشرقي في نهاية حكمه بتسليم القصبة و تقديم كافة التسهيلات إلى ممثل حكومة فرنسا في شخص الجنرال دامان الذي كان في حاجة إلى إنشاء مركز يتوسط قبائل أمزاب بعد احتلالها قصد إقامة مكتب للإستعلامات لمراقبة القلاقل التي تحدثها القبائل في مواجهة المحتل. وذلك بتاريخ 17 فبراير 1908 . وفي يوم الغد قامت حشود من سكان القبائل بنهب وتدمير القصبة ومقر سكنى القايد ، إنتقاما منه لتخليه عن المقاومة ؛ والتي كان بدوره يرى عدم جدواها في مواجهة عدة وقوة جيوش الإحتلال؛ وإنحيازه إلى جانب الغزاة، وفي يوم 10 مارس 1908 تمت السيطرة على القصبة من طرف الفرنسيين بمبايعة أعيان قبائل أمزاب الغربية حيث توجد القصبة مدينة "إبن أحمد أمزاب حاليا" وذلك تفاديا وخوفا من بطش القوات الغازية ، ملتزمين بوضع أسلحتهم والتخلي عنها مقابل توفير " الآمان" لهم.
0 التعليقات